لأنهم مجانين!
ثم هذا الوهم الذي يسعدنا جميعا.. أن تسمع كلمة حلوة تقرؤها أو هذا يقول لك: ما أطيبك.. ما أعظمك.. ما أعمقك.. ما أجملك..
ولأننا نريدها فنحن لا نسأل كثيرا عن المعنى وعن المصدر وعن الصدى.. الكلمة حلوة.. لها شكل الوردة وشذاها.. ولا نعرف كيف اقتربت واقتربت ثم تمسحت في شفاهنا.. ناعمة كأنها شفاه..
وتسمع من يقول لك: أحبك.. ولأن الحب كلمة سحرية.. أو هي السحر، فأنت يا غلبان تصدقها.. فهي دفء الشتاء ورطوبة الصيف وهنا الربيع ونسمة الخريف.. وتصدقها لأنها أول كلمة قالتها لك أمك.. وأول كلمة قالتها أيضا.. ولأنك قرأت وسمعت المحبين يقولونها.. هؤلاء المرضى الصغار.. ومرضهم هو الحب.. هو الهلوسة الرومانسية.. يقولون ما لا يفهمون.. ويرددونه نثرا وشعرا وموسيقى وغناء. أروع ما أبدع الإنسان من نمو حسن جميل.. من سحب وردية.. من شمبانيا حلال.. من نار لا تحرق.. وحرائق لا تلسع.. ومن بستان كل ما فيه قلوب تتفتح ونسيم كأنه ملايين الفراشات تسبح في ضوء عيون ساهرة ساحرة..
ففي الحب ومعه وبسببه يتحول الكبار صغارا عيالا.. تتلوى الأحلام لأنها ترقص على موسيقى وترية، فالعقل أوتار والقلب أصابع تعزف عليها.. والأذن لا تسمع إلا الموسيقى.. والعين لا ترى إلا السعادة..
ما اسم هذا كله؟ اسمه جنون العقلاء.. وعقل المجانين.. واسمه الحب الخالد.. والعاطفة الطاهرة.. ودنيا الأطفال.. فكل المحبين أطفال.
أطفال كبار أو كبار صغار.. ارتباك في عقل الإنسان وخلل في قلبه.. يلقى احتراما عظيما في التاريخ..
والحب هو مناسبة أبدية لأن نجد عذرا للمجنون وفاقد الرأي والرؤية.. ومع ذلك نحب الذين يحبون.. ونجد لهم ألف عذر وألف عفو.. لماذا لأنهم مجانين.. فهل نحن عقلاء حين نعفو عن المجانين والمهاويس؟ لا.. فهم ليسوا مجانين ولا نحن عقلاء.. فأين هو العقل إذا كان القاضي مجنونا والمحامي والمتهم والشهود؟ وما الذي نريده بالضبط لأنفسنا وغيرنا؟؟!!
بقلم / أنيس منصور
ثم هذا الوهم الذي يسعدنا جميعا.. أن تسمع كلمة حلوة تقرؤها أو هذا يقول لك: ما أطيبك.. ما أعظمك.. ما أعمقك.. ما أجملك..
ولأننا نريدها فنحن لا نسأل كثيرا عن المعنى وعن المصدر وعن الصدى.. الكلمة حلوة.. لها شكل الوردة وشذاها.. ولا نعرف كيف اقتربت واقتربت ثم تمسحت في شفاهنا.. ناعمة كأنها شفاه..
وتسمع من يقول لك: أحبك.. ولأن الحب كلمة سحرية.. أو هي السحر، فأنت يا غلبان تصدقها.. فهي دفء الشتاء ورطوبة الصيف وهنا الربيع ونسمة الخريف.. وتصدقها لأنها أول كلمة قالتها لك أمك.. وأول كلمة قالتها أيضا.. ولأنك قرأت وسمعت المحبين يقولونها.. هؤلاء المرضى الصغار.. ومرضهم هو الحب.. هو الهلوسة الرومانسية.. يقولون ما لا يفهمون.. ويرددونه نثرا وشعرا وموسيقى وغناء. أروع ما أبدع الإنسان من نمو حسن جميل.. من سحب وردية.. من شمبانيا حلال.. من نار لا تحرق.. وحرائق لا تلسع.. ومن بستان كل ما فيه قلوب تتفتح ونسيم كأنه ملايين الفراشات تسبح في ضوء عيون ساهرة ساحرة..
ففي الحب ومعه وبسببه يتحول الكبار صغارا عيالا.. تتلوى الأحلام لأنها ترقص على موسيقى وترية، فالعقل أوتار والقلب أصابع تعزف عليها.. والأذن لا تسمع إلا الموسيقى.. والعين لا ترى إلا السعادة..
ما اسم هذا كله؟ اسمه جنون العقلاء.. وعقل المجانين.. واسمه الحب الخالد.. والعاطفة الطاهرة.. ودنيا الأطفال.. فكل المحبين أطفال.
أطفال كبار أو كبار صغار.. ارتباك في عقل الإنسان وخلل في قلبه.. يلقى احتراما عظيما في التاريخ..
والحب هو مناسبة أبدية لأن نجد عذرا للمجنون وفاقد الرأي والرؤية.. ومع ذلك نحب الذين يحبون.. ونجد لهم ألف عذر وألف عفو.. لماذا لأنهم مجانين.. فهل نحن عقلاء حين نعفو عن المجانين والمهاويس؟ لا.. فهم ليسوا مجانين ولا نحن عقلاء.. فأين هو العقل إذا كان القاضي مجنونا والمحامي والمتهم والشهود؟ وما الذي نريده بالضبط لأنفسنا وغيرنا؟؟!!
بقلم / أنيس منصور